الصفحات

الأربعاء، 3 يوليو 2013

صورتان متناقضتان



ايها السائر في درب النجاة ... هاهم المصريون يأبون الممات
فتعلم كيف يمكن ان تكون ... ثورة الابطال في حب الحياة
طلبوا العزة والعيش الرغيد ... فأبوا ان يركنوا نحو السُبات
خرجوا اليوم (تمرد) وانتصار ... واستشاطوا غضبا ضد الطغاة

وانا  اكتب تلك الاسطر .. اعيش حالتين متناقضتين ، ففرحتي بهؤلاء الابطال الذين سطروا أروع صور البطولة والهمة التي لم تشهدها دول العالم منذ قرون عديدة ، وهم يطالبون بحريتهم وببلدهم الذي سرقه منهم ثلة من المتطرفين ، وفي المقابل استرجع واعتصر ألماً وأنا ارى شعبي يرزخ تحت ظل ساسة لا تجيد سوى الازمات والصراعات المنصبية .. لم استطع ان امنع دموعي وهي ترى هذا السيل العارم من الحشود البشرية التي واصلت الليل بالنهار من اجل حرية بلدها ومن اجل ان ترسم طريقا للعيش الرغيد في بلد يمتلك ارقى حضارة انسانية عرفها التاريخ ..وبالمقابل ايضا ارى استكانة وخنوع وخضوع يرزخ بها ابناء جلدتي وهم مسلوبي الارادة ، فعندما خرجوا اهالي الانبار وصلاح الدين والموصل وكركوك ليطالبوا بحريتهم وحرية بلادهم ..وقف الاخرون يتفرجون عليهم ليتركونهم بين انياب الذئاب التي هجمت عليهم لتنهش لحمهم وسط مرأى ومسمع الجميع ..بينما نرى كل مدن مصر وقفت وقفة رجل واحد وصوت واحد ضد الباطل وضد الطغاة .. ولعل تصرف الجيش المصري الوطني البطل كان انعكاسا للوطنية الحقيقية التي  يتمتع بها هذا الجيش العروبي .. عكس جيشنا البطل الذي اصبح اداة بيد الحكومة يبطش بها بابناء شعبها ..كم تمنيت ان اكون وسط تلك الحشود الرائعة لاسكب ادمعي هناك فاروي بها ارض كنانة التي  روتها دماء الحرية والكرامة من ابنائها المخلصين..