باسم الجابري: الطائفية ..قتل بأسم الدين والتدين

الأربعاء، 1 مايو 2013

الطائفية ..قتل بأسم الدين والتدين



كل منا يعتز بدينه ومذهبه وطائفته .. وكل منا يفتخر بانتماءه وارتباطه ، وكل منا يدافع عن مبادئه ومعتقداته ... لكن عندما يصبح الاعتزاز ، والافتخار ، والدفاع عبارة عن دماء وجثث ابرياء ، وصيحات اطفال وثكلى .. وتستخدم ابشع الوسائل وانتنها في التعبير عن هذا الاعتزاز وهذا الافتخار ، فيُقتل الابرياء بأسم الدين والمذهب والطائفة ، وتُسبى النساء وتُيتم الاطفال وتُثكل الامهات ، كل ذلك واسوأ منه يحدث تحت تلك المسميات التي  اُختُلقت لتكون وسيلة بيد اعداء الانسانية ككل ، وبيد اصحاب المشاريع الدموية التي حاولت منذ مئات السنين من مطس الخلق والمثل والقيم الانسانية .. ففي هذه الحالة لابد من تحكيم العقل النوعي للبشر ممن يعتقد باحقية دينه ومذهبه وطائفته ان يعكس الصورة الحقيقية لما يعتقد به فالاديان السماوية لم تكن يوما اديانا دموية او سلطوية او دكتاتورية بالمعنى الذي يصدره للعالم هذه الايام من يدعي الدين والتدين ، سواء كا مسلما ام مسيحيا ام يهوديا ام صابئيا ام غيرها من الاديان السماوية الحقة ، فكل تلك الاديان لها مشتركات الهية لا تستطيع ان تتركها وراء ظهرها كي تعبر عن التزامها باساليب بعيدة عن الله الواحد الاحد . هذا فضلا عن ديننا ومعتقدنا الاسلام الحنيف الذي يؤمن بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ويؤمن بالرسل موسى وعيسى ومن قبلهم نوح وادم (عليهم السلام) فشمولية الاسلام دينا وعقيدة تجعل منه في قمة الاديان السماوية تسامحا وارتباطا بالاخلاق والمثل والقيم الالهية ، وافرزت تلك الرسالة علماء وجهابذة مفكرين كان همهم ايصال تلك العقيدة الى المجتمع الاسلامي ،فكانت اول مدرسة اسلامية دينية فقهية علمية هي مدرسة الامام جعفر الصادق (عليه السلام) الذي شهد له القاصي والداني بغزارة علمه ورصانة فكره فتخرج على يديه علماء ومفكرين وفقهاء قدموا للاسلام الشيء الكثير ، فلم نقرأ او نسمع يوما ان علماء الاسلام اختلفوا وتقاتلوا من اجل اثبات حكم شرعي او عقيدة اسلامية ..فهذا امام اهل السنة والجماعة ابو حنيفة النعمان وهو يستسقي من علم الامام جعفر الصادق رغم اختلافهما في الفتوى لكن تحكيم العقل كان هو ديدن العلماء ، فلماذا  اليوم ياتي نكره ويدافع عن عقيدته ومذهبه وطائفته بقتل الابرياء واستباحة الدماء ؟؟ الاولى بنا جميعا ان نكون زينا لائمتنا سواء ائمة اهل البيت عليهم السلام ام ائمة اهل السنة والجماعة رضي الله عنهم ولنثبت صحة عقيدتنا ومعتقدنا ومذهبنا بالحسنى فالفكر لايقرع الا بالفكر وليس بالمفخخات والعبوات الناسفة والغدر والمكر والخداع ، ولا نكن اداة بيد اعداء الله واعداء الانسانية واعداء الاسلام ونجعل من ديننا ومذهبنا اضحوكة امام  الاخرين فيصفوننا بالمتشددين والارهابيين والقتلة وكل ذلك باسم الدين والتدين ، والله بريء مما يصفون .

هناك تعليقان (2):

  1. كل منا يعتز بدينه ومذهبه وطائفته.... من عبارتك هذه اقول : لو كان هذا الاعتزاز نابع من معرفة معنى الدين بشكل صحيح لما وصلنا الى هذا التعصب والعنصرية .
    واستثني من ذلك الحركة الوهابية التي بنيت اصلاً على تكفير المسلمين بمختلف الطوائف

    ردحذف
    الردود
    1. نعم استاذي العزيز ، لابد ان يكون هذا الفخر والاعتزاز مقرونا بمعرفة حقيقية لجوهر الدين ، وانا أؤكد ان كل الديانات السماوية لم تكن ديانات دموية او دكتاتورية بالمعنى الذي نراه اليوم ممن يدعون الدين والتدين ويستبيحون دماء الأبرياء تحت ذلك المسمى المقدس .
      مروركم وتعليقكم أسعدنا وأضاف لنا الكثير ايها الغالي

      حذف