لا يتبادر الى ذهن المتلقي ان عبارة (التغيير)
تخص التغيير السياسي الذي ينادي به اغلب السياسيون وكتلهم البائسة ، بل
المقصود هنا بالتغيير هو التغيير الشامل لفكر الفرد العراقي من خلال تمكينه
على طرح افكاره ورؤاه بحرية وسهولة وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي
امست النافذة الاكثر انفتاحا على الثقافات العالمية ،واستنقاذه من حالة
الاستلاب الفكري الذي عاشه ويعيشه العراقيون بصورة خاصة والعرب بصورة عامة
منذ اكثر من عقد بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي
اجتاحت البلدان العربية ، فيكون بذلك مصطلحا شموليا لا تخصصيا وبوسيلة
ثقافية حضارية ناضجة تساير التطور التكنولوجي للعالم ، فكانت مجموعة من
الشباب العراقي الواعي نواة لتلك الحركة التغييرية الفكرية من خلال تأسيس
"الشبكة العراقية للاعلام الاجتماعي" (أنسم- INSM ).
تعتبر الشبكة العراقية للاعلام الاجتماعي (INSM)
اول شبكة عراقية تهتم بالناشطين الالكترونيين والمدونين العراقيين في داخل
العراق وخارجه ،تأسست عام 2011 ، وعقدت مؤتمرها التأسيس في محافظة
السليمانية بحضور اكثر من 70 مدون من محافظات العراق المختلفة ، حملت
الشبكة على عاتقها عدة اهداف لعل اهمها النهوض بواقع التدوين في العراق من
الناحية التقنية والنظرية والطرح الموضوعي للافكار ،اضافة الى نشر انشطة
المدونين بكل مجالاتها في مواقع الكترونية خصصت منها مواقع التواصل
الاجتماعي او المواقع الالكترونية الاخرى ، كما عملت الشبكة وفق اساليب
حديثة على تعزيز التواصل بين المدونين العراقيين وتبادل الخبرات اضافة الى
توسيع الاستفادة من الخبرات العربية للمدونين العرب ، ولعل من اكثر الاعمال
التي قامت بها الشبكة والتي كان لها تاثيرا ايجابيا على مستخدمي
الانترنت هو وقفها بحزم ضد بعض الفقرات التي تخللها (قانون جرائم
المعلوماتية) الذي تمت قراءته قراءة اولية في البرلمان العراقي،حيث وجدت
الشبكة ان هناك العديد من الفقرات التي لا تتوافق مع حرية الفكر وحرية
الاعلام التي كفلها الدستور العراقية اضافة الى ان هناك العديد من
لاالفقرات التي تتعارض مع القانون الجزائي العراقي ،لذلك اقامت الشبكة
ندوة حوارية موسعة في محافظة الديوانية حضرها عدد من اعضاء البرلمان
العراقي اضافة الى عدد من مسؤولي منظمات المجتمع المدني وعدد من مدوني
العراق من مختلف المحافظات ،حيث طرحت في تلك الندوة التي استمرت لاكثر من
ثلاث ساعات ورعتها كلية القانون في جامعة القادسية العديد من البحوث
والمقترحات التي وضحت للحضور وللرأي العام حجم الاشكاليات التي تضمنها
القانون ، اضافة الى تكوين مجاميع ضغط على البرلمانيين الاخرين من اجل منع
اقرار هذا القانون بصيغته الحالية والتي فيها اجحاف كبير لمستخدمي الانترنت
فضلا عن العقوبات المهولة التي يتضمنها القانون والتي لا تتناسب مع
الجريمة المفرتضة ، وفعلا اثمرت تلك الجهود على تحشيد رأي استطاع سحب هذا
القانون والتفكير في تعديله .
وفي سياق ورش العمل التدريبية اقامت الشبكة العراقية للاعلام الاجتماعي ورشة عمل لاعداد تدريب المدربن (T.O.T)
من اجل تهيئة مدربين يقومون بتدريب المدونين على تقنيات التدوين واساليبه
واخلاقياته بما يساهم في توسيع قاعدة التدوين في العراق ، وهذا ما سيحصل
في الايام القادمة حيث تم الاتفاق مع عدد من المحافظات باقامة دورات
تدريبية للمدونين من كلا الجنسين،كما شاركت الشبكة في عدد من المؤتمرات
والندوات التي تصب في صالح التدوين في العراق ، وللشبكة صفحة خاصة على
موقع الفيسبوك تتضمن اكثر من 2000 عضو ،وقد انضمت الشبكة مؤخرا الى الاعلان
العالمي لحرية الانترنت ، ولعل اهم نشاط للشبكة هو اعدادها لاقامة المؤتمر
الاقليمي للمدونين العرب في العراق خلال هذا العام والذي يتم فيه دعوة عدد
من المدونين العرب لتبادل الخبرات والاساليب ، وقد طرحت الشبكة مسابقة الى
كل المصممين العراقيين والعرب من اجل تصميم شعار للمؤتمر حيث سيتم دعوة
صاحب التصميم الفائز الى حضور المؤتمر وتحمل كافة نفقات سفره واقامته في
العراق .
ان جل ما تقوم به الشبكة
العراقية للاعلام الاجتماعي هو من اجل احداث تغيير نوعي في الثقافة
التدوينة للمثقف العراقي ووضعه في الطريق الصحيح الذي لابد ان يكون فيه
المواطن العراقي المثقف الذي يعبر عن رايه بكل حرية بعيدا عن سلطة الرقابة
المجحفة للعمل الاعلامي والالكتروني . وللمزيد من التعرف على هذه الشبكة
ونهجها العلمي المعارفي ندعو الجميع الى زيارة صفحتها على الفيسبوك تحت
الرابط الاتي :
وهي
دعوة لكل المثقفين والمدونين ان يكونوا على قدر المسؤولية في خدمة العراق
وشعبه وعدم التكاسل والتهاون في طرح الافكار والرؤى التي من شانها رفع
مستوى التدوين في العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق