في معظم دول العالم وخصوصا العالم العربي اصبح المدونون هم الوساطة الاكثر مصداقية من وسائل الاعلام الاخرى ،ربما ذلك نتيجة الاحداث التي تجتاح البلاد العربية ، او لكثرة الجهات والاحزاب والتيارات التي تمتلك وسائل اعلام خاصة بها تتجنب قول الحقيقة طالما تتصادم وتتضارب مع مصالحها الحزبية والجهوية ، اضافة الى الانشاقاقات والتناحرات الكبيرة التي طرات على المجتمعات العربية في السنين الاخيرة بسبب اجتياح التيارات الدينية المتطرفة للعالم العربي وفرض اجندات خاصة على الشعوب المغلوبة على امرها مما وسع قاعدة الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ايضا بما يدعم ذلك الطرف ويدعو الى الافكار التفككية والارهابية بين المجتمعات العربية ، فنرى اليوم عشرت القنوات الفضائية التي تدعو الى الفرقة والارهاب والتفكك والتمزق والتقاتل بين ابناء الامة الواحدة فضلا عن ابناء الدين الواحد ..
العراق واحد من تلك الدول التي اجتاحها التطرف ..سواء التطرف الديني او التطرف الفكري كلاهما تسبب في انقسامات كبيرة بين المجتمع العراقي الذي كان مجتمعا متماسكا محبا للجميع ..هذه الانقسامات كانت مذهبية وفكرية وخصوصا مع تعدد الاحزاب التي تجاوز عددها الثلاثمائة حزب وجهة سياسية شاركت في الانتخابات البرلمانية الماضية التي انتجت هذه الحكومة الهشة المتهالكة التي بات الشعب رافضا لها ولسياساتها ولرجالاتها ..معظم تلك الجهات والاحزاب لها دعم وتمويل مالي من دول خارجية وهذا التمويل المالي جعلها تنشيء قنوات اعلامية مرئية ومسموعة لبث فكرها الى الناس .لذلك تضاربت الافكار وتعددت الرؤى واختلطت الاوراق على المواطن العراقي الذي بات يسمع اخبارا متناقضة من هنا وهناك ، فكل حزب بما لديهم فرحين ، ولذلك كان الاعلام بصورة عامة اداة تضليل وتمويه وتجنيب للحقيقة عن المواطن العراقي ، فكانت الحاجة الى قنوات اعلامية ذات مصداقية اكبر من القنوات الحكومية والحزبية والجهوية ، لذا تحملت بعض المنظمات غير الحكومية على دعم اعلام المواطن من خلال فتح دورات تدريبية وورش عمل للتدوين والاعلام الاجتماعي انعكس ايجابا على نشر الحقيقة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي اخذت بالاتساع في العراق خصوصا بعد عام 2003 .
شخصيا اعتبر ان للشبكة العراقية للاعلام المجتمعي (شبكة انسم للتدوين) الفضل الكبير في ولوجي عالم التدوين وخصوصا بعد ان استشعرت بضرورة تعلم فن الاعلام الاجتماعي وخصوصا التدوين ، فشاركت معها في الكثير من ورش التدريب المحلية ومارست التدوين حينها ومن ثم تمكنت من اعطاء اكثر من ورشة تدريبية في التدوين لمدونين في محافظات مختلفة من العراق من اجل توسيع القاعدة الاعلامية ونشر ثقافة اعلام المواطن ..
ومع ما يمر به العراق هذه الايام لابد ان تكون للحقيقة نصيب في النشر والاعلام المجتمعي لذلك اتمنى من كل العراقيين ان يكتبوا ويدونوا وينشروا الحقيقة للعالم اجمع ..الحقيقة التي عتم عليها الاعلام الحزبي والحكومي ، الحقيقة التي تزهق بسببها كل يوم دماء العراقيين ، الحقيقة التي تقول ان الشعب العراقي هو شعب الثورات والبطولات ولايمكن ان يتسلط عليه فاسد اجنبي شرقي او غربي وان العراق للعراقيين ..وليكن هاجسنا وهدفنا وشعارنا ” أنا عراقي ..انا أُدوّن “
http://basimaljabry.arablog.org/2015/08/14/hello-world/